ستضافت مؤسسة ساويرس، يوم الأربعاء الموافق 9 مارس، ندوة تحت عنوان “خلق مسارات للخروج من الفقر المدقع في مصر لعرض ومناقشة الأفكار والنتائج الأولية لبرنامج باب أمل، وإمكانية توسيع نطاق تطبيق البرنامج في مصر. يعد هذا البرنامج التجريبي، بقيادة مؤسسة ساويرس، هو الأول من نوعه في مصر الذي يقوم بتطبيق حزمة من التدخلات المتتالية التي تهدف إلى التغلب على عوائق الخروج من الفقر المدقع (الشديد). يتم تنفيذ البرنامج بالتعاون مع شركاء التنمية لمؤسسة ساويرس، جمعية عطاء بلا حدود في أسيوط، والجمعية المصرية للتنمية الإنسانية بسوهاج. ويقوم معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتقييم وقياس أثر البرنامج.
برنامج باب أمل هو تطبيق لنهج استهداف الأشد فقراً التابع لمؤسسة براك الدولية في مصر، الذي أثبت نجاحه في أكثر من ٥٠ دولة، وكان له أثرا كبيرا في حياة مجموعة متنوعة من المجتمعات والسياقات. ففي عام ٢٠١٨، قامت مؤسسة ساويرس وشركائها بوضع نهج مدروس لمدخلات البرنامج بما يتناسب مع سياق الفقر المدقع في مصر، ليتم تطبيقه بمحافظتي أسيوط وسوهاج، حيث تستفيد ٢٬٢٦٧ أسرة من تدخلاته التي تمتد إلى ٣٥ قرية مختلفة.
تتضمن مدخلات البرنامج الأساسية: · حماية اجتماعية: o توفير دعم الاستهلاك بقيمة ٤٠٠ جنيه مصري خلال الثمانية أشهر الأولى من البرنامج للمستفيدين غير المدرجين تحت مظلة برنامج تكافل وكرامة الوطني. o ربط الأسر المستهدفة بالخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية، التعليم، الصرف الصحي وإعادة تأهيل المنازل، وإصدار بطاقات الرقم القومي. · توليد الدخل: o توفير أصول الثروة الحيوانية أو غير الحيوانية والتدريب الفني على كيفية استخدام وتوليد الدخل من هذه الأصول · الشمول المالي: o توفير التدريب على محو الأمية المالية o إنشاء حسابات بالبريد المصري للحصول على معاش دعم الاستهلاك o الانخراط في مجموعات ادخار منتظمة · التمكين الاجتماعي: o زيارة الأسر بالمنزل كل أسبوعين لرصد التقدم المُحرز o توفير التدريب على المهارات الحياتية o إنشاء لجنة تضامن قروية لحشد الدعم للأسر التي تعاني من الفقر المدقع |
وتضمنت الملاحظات الافتتاحية والمناقشات اسهامات بارزة من نورا سليم، المديرة التنفيذية لمؤسسة ساويرس، وأليسون فاهي، المدير التنفيذي لمعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. كما شارك في الكلمة الافتتاحية أيضا كل من بول تايلور، مدير المحفظة القطرية لمبادرة “التخرج من الفقر المدقع” التابع لمؤسسة “براك” الدولية، واللواء عصام الدين الليثي، سكرتير عام محافظة سوهاج.
وقدمت جولي كيدروسكي، القائمة بأعمال رئيس المساعدة الفنية لمبادرة التخرج من الفقر المدقع التابعة لمؤسسة براك الدولية، لمحة عامة عن نهج التخرج وركائزه الأربعة الرئيسية: التمكين الاجتماعي، والحماية الاجتماعية، والشمول المالي، وتعزيز سبل العيش. كما سلطت السيدة كيدروسكي الضوء على الأدلة المستمدة من البرامج التجريبية لنهج التخرج، التي تم تطبيقها في ثمانية بلدان مختلفة. وأخيرا، تحدثت عن كيفية تعاون مؤسسة براك الدولية مع الحكومات في كينيا والفلبين ورواندا لتكييف وتوسيع نطاق نهج التخرج، وكيف يمكن توسيع نطاق تطبيق البرنامج مع الحكومة المصرية. وقدمت ناهد يسري، مديرة قطاع التمكين الاجتماعي في مؤسسة ساويرس، عرضا تقديميا، بعد فيلم وثائقي قصير عن برنامج باب أمل ومداخلاته، يستعرض الملامح الرئيسية للبرنامج. كما أشارت إلى أن الأسر مؤهلة للتخرج من البرنامج بمجرد استيفائها مجموعة من المعايير الإلزامية تتضمن: تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية، وتنمية أصولها بنسبة ٥٠٪، وتوليد ثلاثة مصادر لإدرار الدخل، والانخراط في مجموعات إدخار منتظمة، وأن تكون قد ادخرت مبلغ ٣٦٠ جنيها مصرياً، واتباع التدابير المناسبة للنظافة الصحية.
وقدم البروفيسور راجي أسعد، أستاذ الاقتصاد في كلية همفري للشؤون العامة بجامعة مينيسوتا، ومنى عامر، مدير الأبحاث الأول في معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر، الدراسة الجارية حاليا لتقييم أثر برنامج باب أمل على نتائج المستفيدين منه، بما في ذلك الرفاه الاجتماعي والاقتصادي للأسرة، والاستهلاك، والأمن الغذائي، وملكية الثروة الحيوانية والادخار. تقارن هذه الدراسة بين برنامج باب أمل بالتكلفة الكاملة مقابل الإصدار الأقل تكلفة (نصف التكلفة) من البرنامج. وسوف تساعد هذه الدراسة صانعي السياسات على تحديد النسخة الأكثر فعالية من حيث التكلفة عند توسيع نطاق البرنامج. كما يقيس الباحثون المنتسبون إلى معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر، الفرق في الأثر عند تقديم التدخلات للأسر التي تعيلها نساء مقارنة بالأسر الأخرى التي يعليها الرجال. وستقدم هذه المقارنة رؤي ثاقبة حول ما إذا كان أثر التدخلات التي يتم تقديمها للأسر التي تعيلها النساء أكبر أم لا.
من خلال هذا التقييم، نتطلع في مؤسسة ساويرس إلى التعلُم من التطبيق التجريبي لبرنامج باب أمل، كما نتطلع إلى دراسة الطرق المختلفة لتطبيق هذا البرنامج باستخدام منهجية قوية لإجراء تجارب التحكم العشوائية (RCTs)، مع الأخذ في الاعتبار توسيع نطاق البرنامج باستخدام الدروس المستفادة من تطبيق هذا البرنامج في صعيد مصر.
تضمنت الندوة أيضا نقاشا بين المتحدثين الرئيسيين، ومن ضمنهم البروفيسور راجي أسعد، والسيدة جولي كيدروسكي، والسيدة ناهد يسري، إلى جانب ممثلين عن المنظمات غير الحكومية الشريكة؛ هايدي فيليب رئيسة مجلس أمناء الجمعية المصرية للتنمية البشرية في سوهاج، ونصر الدين حمدي، نائب المدير التنفيذي لمنظمة عطاء بلا حدود في أسيوط.
تؤمن مؤسسة ساويرس، تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعي، وبدعم من شركائنا، أن التأثير الإيجابي المتوقع لبرنامج باب أمل سيصل إلى آلاف الأسر شديدة الفقر، لذلك ندعو شركاؤنا في التنمية إلى التعلم من نتائج برنامج باب أمل وتقييم الأثر خلال العام الحالي. وعند إثبات الآثار الإيجابية للبرنامج يمكن توسيع نطاق تنفيذه إلى ما وراء سوهاج وأسيوط، بدعم من المجتمع التنموي ككل، ونأمل من خلاله أن نقدم مسارا مستداما للخروج وباب امل لكل المصريين الذين يتطلعون إلى الهروب من قسوة فخاخ الفقر المدقع.