كيف سيحد برنامج باب أمل من الفقر متعدد الأبعاد في مصر؟

في عام 2020، قدر البنك الدولي أن ما بين 88 إلى 115 مليون شخص سيعودون إلى براثن الفقر المدقع، والذي يتم تعريفه بأنه “الأفراد الذين يعيشون على أقل من 1.90 دولارًا أمريكيًا في اليوم.” ومن المتوقع أن تتراجع مؤشرات الفقر النقدي المدقع العالمية إلى مستويات عام 2017 (9.2٪) نتيجة لتأثيرات جائحة كوفيد-19، بينما كان من المتوقع أن ينخفض الفقر المدقع إلى 7.9٪ في عام 2020 إذا لم يكن الوباء قد حدث. ولقد أفاد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر أن نسبة المصريين الذين يعيشون في فقر (أقل من 1.3 دولار في اليوم أو أقل من 8282 جنيهًا مصريًا سنويًا) انخفضت من 32.5٪ في 2017/2018 إلى 29.7٪ في 2019/2020، في حين أنه لا يزال هناك الكثير مما يمكن القيام به لتحقيق الهدف الأول الذي حددته أهداف التنمية المستدامة وهدفها الأول المتمثل في “القضاء على الفقر المدقع لجميع الناس في كل مكان بحلول عام 2030.

تتمثل الخطوة الأولى في الحد من الفقر في اكتساب فهم عميق لخصائص الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع والأسباب الجذرية الكامنة التي قد تخلق معوقات أمامهم للحفاظ على احتياجاتهم الأساسية. وبهذه الطريقة يمكن تصميم البرامج التي تهدف إلى الحد من الفقر بحيث تعالج بشكل مناسب هذه الأسباب الجذرية. ويعاني الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع من نقاط ضعف أكبر ويواجهون قيودًا هيكلية تمنعهم من الاستفادة من النمو الاقتصادي الشامل والتنمية ولقد دعم فريق التمكين الاجتماعي في مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية تقييمًا للاحتياجات يتكون من عدد من الزيارات الميدانية ومناقشات ومجموعات بؤرية واستطلاعات أجريت في عام 2018 والتي حددت التحديات التي تواجه العديد من الأسر التي تعيش في فقر مدقع في صعيد مصر على وجه التحديد، تفتقر العديد من هذه الأسر إلى المرافق الأساسية والتعليم الجيد وخدمات الرعاية الصحية، وهي مهمشة اجتماعيًا في مجتمعاتها ولا تشارك في الأنشطة الاجتماعية وبالكاد تستطيع هذه الأسر تلبية احتياجاتها العاجلة، حيث يتم استهلاكها في كيفية تأمين وجبتها التالية. وبناءً على ذلك فهم بحاجة إلى مزيد من الدعم الاجتماعي والاقتصادي ليس فقط لتغطية احتياجاتهم الأساسية، ولكن أيضًا لمواجهة الصدمات الصحية والاقتصادية المستقبلية التي قد تؤثر عليهم في المستقبل. ولقد سلط الدكتور أبهيجيت بانيرجي، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2019 (إلى جانب إستر دوفلو ومايكل كرامر) الضوء على فهم قيود الأسر التي تعيش في فقر والتحديات التي يواجهونها في حياتهم اليومية خلال محاضرته في الجامعة الأمريكية بالقاهرة في عام 2017، كما شارك أيضًا بقوله أن استخدام أدلة دقيقة يمكن أن يساعد ممارسي التنمية وصناع السياسات في تصميم السياسات والبرامج التي يمكن أن تقلل من الفقر ومعالجة أسبابه الجذرية.

القضاء على الفقر المدقع هو في صلب جهود الحكومة المصرية لبناء مستقبل مستدام للجميع ولقد وضعت وزارة التضامن الاجتماعي عدة برامج للحماية الاجتماعية وبرامج اقتصادية لخدمة الفئات المهمشة من السكان، من خلال برامج مثل: تكافل وكرامة– سكن كريم – فرصة، ومع ذلك فإن ترك الناس دون الرجوع لهم سيظل يمثل تحديًا إذا لم نختبر برامجنا بدقة واستهدفنا بشكل فعال الأشخاص الأكثر ضعفًا أولًا.

في عام 2018 أطلقت مؤسسة ساويرس برنامج «باب أمل» لاستهداف الفئات السكانية الأكثر ضعفًا في مصر وإخراجهم من الفقر المدقع بما يتماشى مع رسالة المؤسسة المتمثلة في الحد من الفقر متعدد الأبعاد من خلال دعم البرامج القائمة على الأدلة و مستوحاة من الأبحاث الناشئة أن البرنامج كان يعمل على تحسين استهلاك الأسرة والأصول الأسرية والأمن الغذائي، ويتبنى نهج مبادرة منظمة براك لدعم الفئات الأكثر فقرًا لبناء سبل عيش مستدامة وقدرة على الصمود بين الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع.

يتم تقييم برنامج «باب أمل» من قبل معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومقره الجامعة الأمريكية بالقاهرة. من خلال دعم هذا التقييم العشوائي، تأمل المؤسسة في الإجابة عن الأسئلة الهامة التي ستساعد صانعي السياسات والعاملين في مجال التنمية على فهم أفضل للطرق الأكثر فعالية للحد من الفقر في مصر. تم اختبار وتنفيذ منهج الدعم المستخدم في برنامج باب أمل في العديد من البلدان على مدى العقدين الماضيين، ومن خلال التعلم المستمر من التقييمات التي أجريت على مر السنين، طورت لجنة تطوير الريف في بنغلاديش برنامجًا يتكون من مجموعة من التدخلات المتسلسلة والمترابطة المصممة لبناء سلم اقتصادي يدعم الأسر المستهدفة للخروج من الفقر المدقع، في ضوء ذلك تتمثل مهمة برنامج باب أمل في منح الأسر المستهدفة دفعة كبيرة للخروج من براثن الفقر من خلال توفير مجموعة من الحلول المخصصة والمتكاملة التي تلبي الاحتياجات والتحديات المحددة للفقراء تشمل هذه التدخلات الاجتماعية والاقتصادية:

  1. تحويل الأصول الإنتاجية.
  2. راتب الاستهلاك.
  3. الوصول إلى الرعاية الصحية.
  4. خدمات الشمول المالي.
  5. التدريب على مهارات التمكين الاجتماعي.
  6. التدريب على سبل العيش.
  7. التدريب العملي.

الأعمدة الأساسية للخروج من دائرة الفقر:

  1. دعم سبل المعيشة لتطوير أنشطة إنتاجية تحقق الدخل.
  2. الشمول المالي لإدارة الدخل وزيادة المدخرات.
  3. التمكين الاجتماعي لدعم الشمول وتعديل السلوكيات.
  4. الحماية الاجتماعية لتلبية الاحتياجات الأساسية بشكل فوري.

يستهدف برنامج باب أمل حاليًا 2460 أسرة (أكثر من 12000 فردًا)، 90٪ منها تديرها إناث. تقع هذه الأسر في 35 قرية في أفقر محافظتين في صعيد مصر وهما أسيوط وسوهاج. في عام 2019 قدرت أسيوط وسوهاج معدلات الفقر بـ 66.7 % و 59.6٪ على التوالي. نحن ملتزمون في مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية باستمرار بالكشف عن الدروس المستفادة من هذه التجربة مع مجتمع التنمية المصري والعالمي للتفكير معًا في أفضل الطرق لدعم الأسر للخروج من الفقر نتوقع مشاركة النتائج الأولية من تقييم برنامج باب أمل في العام المقبل وسيشارك موظفونا في مدونتنا قريبًا قصصًا ميدانية ومن واقع تنفيذ البرنامج.

منشورات أخرى

المزيد من الموارد

المشاركة الاجتماعية

المؤلف (المؤلفون)

ناهد يسري

ناهد هي رئيسة قطاع التمكين الاجتماعي في مؤسسة ساويرس. لديها أكثر من عشرين عامًا من الخبرة في مجال التنمية، حيث عملت مع أكثر من 400 منظمة غير حكومية في جميع أنحاء مصر في مختلف القطاعات مثل خلق فرص العمل، والبرامج الاجتماعية والاقتصادية، وبرامج التخفيف من حدة الفقر. قبل انضمامها إلى SFSD، عملت مع عدد من الكيانات الدولية بما في ذلك JICA – CIDA – GIZ. ناهد حاصلة على دبلوم إدارة المنظمات غير الحكومية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وحصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.

[DISPLAY_ULTIMATE_SOCIAL_ICONS]